الغيبة والنميمة

ايكم الغيبة والنميمة


من العجب ان الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنى والسرقه

وشرب الخمر ومن النظر المحرم وغيرها

ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه

وكم نرى من رجل متورع عن الفحش والظلم ولسانه يفري في اعراض الاحياء والاموات

ولا يبالي مايقول

وقال وهب- نذرت اني كلما اغتبت انسانا ان اصوم يوما فاجهدني فكنت اغتاب واصوم

فنويت اني كلما اغتبت انسانا ان اتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبه

قال يحي بن معاذا -ليكن حظ المؤمن منك ثلاثا-

ان لم تنفعه فلا تضره وان لم تفرحه فلا تغمه وان لم تمدحه فلا تذمه


قيل للحسن رضي الله عنه ان فلانا اغتابك فاهدى اليه طبقا من الرطب

فأتاه الرجل وقال له اغتبتك فاهديت الي فقال الحسن اهديت الي حسناتك فاردت ان اكافئك.


قال ابن مبارك لو كنت مغتابا احد لاغتبت والدي لانهما احق بحسناتي

والغيبة , النميمة , الكذب ...كلها أعمال تخرج من اللسان

ومن يفعلها ولم يستغفر الله فهي تضمن له دخول النار إلا أن يشاء الله ولاتعني الخلود

( لايدخل الجنة نمام) ,

فالغيبة مثلا هي مجرد كلمات عفوية ,

فكل هذه الاعمال وغيرها تدخل في جنس الكلمات التي غالباّ لا يلقي لها الناس بالا ,

ليس يعني يقولها خطأ ( فالأعرابي الذي قال - اللهم أنت عبدي وأنا ربك) لم يؤاخذه عليه لانه

(أخطا) وقد ثبت أن الله يتجاوز عن الخطأ (ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو اخطأنا)

(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم

بالكلمة من سخط الله لايلقى لها بالاً يهوى بها فى جهنم)


والكلمة التي تسخط الله سبحانه وتعالي وتغضبه يتفوه بها الإنسان بكل كبرياء ودناءة

دون مراعاة لحق الله تعالى وأوامره ونواهيه مع علمه أن هذه الكلمة تغضبه سبحانه وتثير غيرته

ومع ذلك لايهتم ومن ثم يصر عليها ولا يستغفر تهوي به في النار

, كالكلمة التي ترضي الله يتحدث بها المسلم ولا يهتم بها ولا يتخيل مكانتها في نفس الله تبارك

وتعالى ومن ثم تكون سبباّ لدخول الجنة ,

عظمة الله عز وجل العادل الذي حرم الظلم على نفسه




رزقني الله وإياكم استقامة اللسان