كان في أمة عيسى الصالحون الصادقون الذين اسقاموا بطاعة الله وحده ومنهم جريج رضي الله عنه
، فقد كان جريج من المسلمين الذين هم على شريعة نبي الله عيسى عليه السلام وكان تقيًا صالحًا يعيش بعيدًا عن الناس،
وكان قد بنى صومعة يعبد الله تعالى فيها، وجاء في قصته أم امرأة زانية فاسقة قالت: أنا افتن جريجًا هذا، فتزينت وتعرضت له فلما رءاها لم يهتم بها ففقدت الأمل في فتنته،
ثم صادفت رجلا راعيًا فتعرضت له فزنى بها فحملت منه ثم لما وضعت حملها قالت: هذا الولد من جريج،
وذهبوا إلى جريج وهدموا صومعته التي كان يعبد الله فيها، وربطوه بحبل وجروه وطافوا به بين الناس إهانة له
لى ركعتين ثم، فقال لهم: أمهلوني حتى أصلي ركعتين فأمهلوه فص قال للمولد الذي ولدته هذه المرأة الفاسقة
: يا غلام من أبوك؟
قال المولود الراعي
، أنطق الله تعالى الغلام ليبرىء عبده الولي الصالح جريجًا،
فعادوا يتمسحون به ويقبلونه ليرضى حيث رأوا هذه الكرامة العظيمة وهي أنه أنطق هذا الطفل المولود بإذن الله لتبرئته مما اتهم به
، فقالوا له: نبني لك صومعتك من ذهب، فقال لهم جريج: لا، أعيدوها كما كانت، أي من طين
، وروى هذه القصة البخاري ومسلم في صحيحيهما.