العشوائيات حتى الممات كتبته الاستاذة امينة رافت
العشوائيات الممات هنا بمنطقة الطوبجية احدى المناطق العشوائية
التى تعيش تحت خط الفقر وهى من اكبر التجمعات السكنية العشوائية بمحافظة الاسكندرية
وهى مجاورة لعامود السوارى الذى يعتبر من اهم المزارات السياحية بالاسكندرية وملاصقة ايضا لمقابر كرموز
حيث يعيش بها العديد من الاسرالمكونة من خمسة افراد واكثرداخل كشك لا يتعدى المترين
ويعانون من نقص شديد فى الخدمات والمرافق مثل الكهرباء والماء والصرف الصحى
ويعيش هؤلاء الناس وسط اكوام القمامة والحشرات والزواحف مثل الثعابين والعقارب والفئران
كما يعانون من امراض مزمنة ومعدية بسبب ظروف الحياه الصعبة ونقص التغذية
كما لايدخلون اولادهم المدارس لان معظمهم لا يسجلون اولادهم بسجلات المواليد
واصبحوا فريسة للبلطجية والمجرمين
ولا ادرى لماذا هذا التجاهل المستمر من المسئولين لهذه المنطقة وهذه المشكلة
حتى اصبحت هذه العشوائيات معملا لتفريخ المنحرفين والمدمنين وتجار المخدرات
كما لاتصلهم اى من سيارات الاسعاف او المطافى
فى حالة حدوث الكوارث
ومنذ عدة اشهر نشب حريق هائل التهم العديد من هذه الاكشاك وهرب السكان الى المقابر المجاورة
وذهبوا الى قسم شرطة كرموز وحرروا محاضر بالواقعة وحتى الان لم يلتفت اليهم اى مسئول
وهذا يولد بداخلهم الحقد على المجتمع وينمى بداخلهم الانتقام من المجتمع فيتحولوا الى منحرفين ومجرمين
لان الدولة نسيتهم والمسئولون بعيدون عنهم كل البعد بينما يفصل بينهم وبين منطقة اثار عامود السوارى مجرد سور
يطلون من فوقه فيشاهدون السياح وكانهم بالنسبة لهم وكانهم من كوكب اخر او كانهم من السماء وعلى العكس تماما فنظرة السياح لهم وكانهم مومياوات من
التى يرونها بالمنطقة الاثرية
وفعلا هم مثل المومياوات من شدة البؤس وسوء التغذية وردائة ملابسهم وعدم اعتراف المسئولين بهم
والسؤال الى متى سيظل هؤلاء الناس يعانون وكانهم ليسوا من بنى الانسان
امينة رافت