السؤال: من فضلكم، ما حدود العذر بالجهل؟ فإني أرى بعض الناس -خصوصًا مِن الساسة- هم أقرب إلى أن يوصفوا بالمعرضين عن الدين مِن أن يوصفوا بالجاهلين بالدين؟ وجزاكم الله خيرًا.
جواب السؤال
السؤال:
من فضلكم، ما حدود العذر بالجهل؟ فإني أرى بعض الناس -خصوصًا مِن الساسة- هم أقرب إلى أن يوصفوا بالمعرضين عن الدين مِن أن يوصفوا بالجاهلين بالدين؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالعذر بالجهل الناشئ عن عدم البلاغ هو المعتبر، فالذي لم يبلغه القرآن -أو شيء منه- والسنة الثابتة، لا يكفر بإنكار شيء من ذلك حتى يبلغه، وإن كان قد أقر إجمالاً فلابد أن يبلغه التفصيل في الشيء الذي أنكره، فإذا بلغته الحجة فأصر على باطله؛ فهو معرض.
والجهل الناشئ عن الإعراض غير معتبر، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (السجدة:22)، وقال: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ) (التوبة:6)، وقال: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (الروم:56).
وكذا الجهل بالعاقبة ليس معتبرًا، قال الله -تعالى- عن قوم فرعون: (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الأعراف:131)، وقال عن المشركين: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام:111).