(خايف أموت من غير ما اشوف تغيير الوشوش)
---
خرج الشتا وهلِّت روايح الصيف*
والسجن دلوقتى يرد الكيف
مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف
لو كان بتفهمي الأصول
لتوقفى سير الشموس..
وتعطلي الفصول.
وتنشفي النيل في الضفاف السود
وتدودى العنقود
وتطرشي الرغيف
ما عدتي متمتعة وانتى في ناب الغول
بتندغي الذلة وتجتري الخمول
وتئني تحت الحمول
وتزيفي في القول
وبأي صورة ماعادش شكلك ظريف
***
دوس يا دواس
ما عليك من باس
واكتم كل الأنفاس.
الضهر مليئ بالناس
إللى حبيتهم دون ما يبادلوني
الإحساس.
وأنا عارف إني ما باملكهمش
لأني ما مضيتهمشي في الكراس
الناس اللي دمغها الباطل دمغ
اللي بتنضح كدب وتطفح صمغ
اللى بتحشش
وما بتحسس
واللي بتضحك كل ما تنداس
***
الجامعة طالعة رايتها ضلتها
هدارة
جبارة
صادقة في نيتها..
بتتجه..
يم الوطن والموت.
و"شبرا" زاحفة تأكد التهديد
وتجمع التبديد
وصلت ميدان الفجر..
في المواعيد…
النهر.. والضفة.
نبت هلال العيد
ومالت الكفة
وصحيت الرجفة.
مصر اللي لا لحظة ولا صدفة.
ثورة ف ضمير النور.. بتتكون.
رايات.
بدم البسطا..تتلون..
سدوا الطريق..
كيف المؤامرة تموت؟
"فلتسقط الخيانة
والقيادات الجبانة
ندّاغة الإهانة
كريهة الريحة
كريهة الصوت"
***
الغضب..
بيوالي إنشاد البيان
والوجوه الصامدة في وش الزمان.
والرحابة..
في الصدور..وفي الليمان..
غابت الأسر الصغيرة في الوطن
. استوى ع الأرض وعي.
صحيت الأمة ف هدير السعي.
الوطن.. مفهوم
وحلو
ويتحضن..
***
التفت صاحبى يقوللي:
"لسه نايم..؟
مش مظاهرات..
دي حاجات يفهمها شعبك.
إقفل العقل القديم..
وافهم بقلبك.
رقصة الزار القديمة..
الفرعونية
ع الخصيبة السندسية..
لما يجتاحها الألم.
لما تغمرها الإهانة..
والقدم..
تسحق الإنسان..
وتدهس القيم"
ابتسمت..
رقصة الزار القديمة
الحميمة
العظيمة.. لحد فكرناها ثورة
فرق بين رقصة.. وثورة.
لا هيَّ جاية فوق حصان
ولا في لحظة زمان
حتهب نابتة في الغيطان
ولا رقصة
برجل حافية
ف مهرجان.
دكهه هادية.
تيجي هادية.. وصوتها دامي
تعزل الكداب..
وتقبض ع الحرامى.
تعرف الناس..مش كتل
تعرف الناس..
بالوجوه..وبالأسامى.
تيجى..فاتحة القبر
نادغة الصبر
قابضة الجمر
تنصب محاكم الشعوب في كل قصر
تغير العصر..
إلى آخر الصفحات في سفر الثورة.
ابتسم صاحبي وقاللي:
"حاذر م الارتفاع
سيبك م الاندفاع
حفر حكومتك وساع"
ابتسمت
جفت الرقصة الحبيسة
عادت الأمة التعيسة
اختفى كل اللى كان
اختفى كل البشر
واختفى كل المكان
تحت سنوات الهوان.
***
تتعسني فكرة إني هموت
قبل ما اشوف- لو حتى دقيقة-
رجوع الدم لكل حقيقة..
وموت الموت..
قبل ما تصحى..
كل الكتب اللى قريت
والمدن اللي ف أحلامى رأيت
والأحلام اللي بنيت
والشهدا اللي هويت
والجيل اللي هدانى
والجيل اللي هديت..
قبل ما أملس ع الآتي
وادفن كل بشاعة الماضي
في بيت.
***
حاقولها بالمكشوف:
خايف أموت من غير ما اشوف
تغير الظروف.
تغير الوشوش..
وتغير الصنوف.
والمحدوفين ورا
متبسمين في أول الصفوف.
خايف أموت وتموت معايا الفكرة
لا ينتصر كل اللي حبيته..
ولا يتهزم كل اللى كنت أكره..
اتخيلوا الحسرة.
***
مأساتنا.. إن الخونة.. بيموتوا
بدون عقاب ولا قصاص..
مأساتنا
إن الخونة بيموتوا.. وخلاص.
بدون مشانق في الساحات..
ولا رصاص.
على كل حال..
صدقي مازال.
صدقي على قيد الحياة
بيفجر الدم النبيل
ويبطش بالاستقلال
ويمرغ الجباه
تحت الجزم والخيل
ويفتح الكوبري علينا
كل صبح وليل.
والإنجليز..
مازالوا بيقهقهوا
ويضربوا.. ويسجنوا الشباب
على كوبري عباس..
أو
في "معرض الكتاب".