سؤال يطرحه الجميع
من هؤلاء الموجودين بميدان التحرير الان وكيف نحكم عليهم وكيف نعرف هويتهم والى اى تيار ينتمون
لان مصر تذهب الى المجهول الذى لا يعلمه احد فى ظل ما يحدث من شتات وتباين واختلاففى الاراء
وعدم الاتفاق او الاختلاف على شىء محدد مهما كان صغيرا او كبيرا واصبحت الصورة غير واضحة
ولا يمكن التكهن بما سوف يحدث خلال ساعات
كان لابد من النزول الى الميدان واستطلاع الراى من داخله وسنرى من هذا الاستطلاع
ان هناك اختلافات كثيرة بينهم وجدنا اختلافات فى المنهج وفى الهوية وحتى فى التفكير
فى اختيار الشخصيات التى يودون ان تدير البلاد فى هذه المرحلة الانتقالية الحرجة
فى تاريخ مصر تحدثنا مع شاب من شباب الميدان يدعى محمد حلمى
قال ان الموقف استفزازى حيث يضرب المتظاهرين الذين نزلوا الى الميدان
للتعبير عن ارائهم ولديهم مشكلات اضطرتهم للنزول ليجدوا من يستمع اليهم ويثقون به
وقال اخر ويدعى خالد ان الثورة ثورة شباب واننا نشعر ان النظام السابق مازال يحكمنا
وان الوزارات منهارة والحكومة ضعيفة ولابد من الاختيار الصحيح فى هذه المرحلة تحديدا
ثم قال اخران كلمة اسفين ياريس تعنى اننا اسفين لاننا تركناك تحكمنا وتتحكم فينا 30 عام
وتفسد البلاد وقال ان مصر بلد ولادة وبها العديد من الكفاءات التى تستطيع ان تدير البلاد
فى هذا الوقت الحرج
ثم تحدث شاب اخر وقال اننا نبغى ان يحدث بمصر ما حدث بتونس ونحن نشجع موقف الجيش
التونسى لانه لم يضرب طلقة واحدة على الثواروخرج الجيش التونسى من المعادلة تماما
كما خرج الحزب الحاكم ايضا وتشكلت جمعية تاسيسية وختير رئيس مؤقت لمدة عام
وسارت الامور بسلاسة حتى تمت الانتخابات بسلام
كنا نتمنى ان نكون مثل تونس دون اسالة دماء او سقوط شهداء
وسالتهم عن رايهم فى تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الوزراء
فاجابنى احدهم ويدعى اسلام
ان الدكتور كمال الجنزورى رجل محترم ويجب ان نعطيه الفرصة كاملة ثم نرى نتيجة عمله
ورد شاب اخر يدعى زياد
انا ارفضه بشدة وقال حرفيا احنا عاوزين واحد من الميدان يطلع من المكان اللى استشهد فيه
خيرة شباب مصر ويكون قد راى بعينه كل ما يجرى بالميدان فسالته ان كان لديه اسم محدد
فقال هناك كثيرون ومنهم على سبيل المثال حامد عبد الله وعماد ابو غازى وحازم الببلاوى
فقلت له ان عصام شرف كان من التحرير ومع ذلك لم يستطع ادارة البلاد فى هذه الاوقات الحرجة
فاجاب باننى اجبت على سؤالى بنفسى اى انه لم ينجح وسقط فى الامتحان وتعامل مع الاحداث ببطء
كما كان مبارك يتعامل معنا
وقال اخر ان الجنزورى امتداد لحكم مبارك وانه من الزمن البائد وانه ليس من جيل الشباب
وانا اريد اعطاء كل الصلاحيات لشخصية لم تكن موالية للعهد السابق وان لم يحدث ذلك فسوف
نستمر فى الميدان وقال انه يرشح الدكتور البرادعى وحمدين صباحى وعبد المنعم ابو الفتوح
لانهم من وجهة نظره الذين يملكون موقف وطنى محترم وانهم رجال ميدان التحرير
وقال اخر
اننا لن نستطيع الحكم على الجنزورى الا بعد اختياره لحكومته وبعدها يتضح الامر
والغريب فى الامر ان كل من فى الميدان لا يجتمعون على شخص واحد لرئاسة الوزارة
وبسؤالى عن مشاركتهم فى الانتخابات فاجاب احدهم
فى البداية اعلننا مقاطعة الانتخابات وقررنا ان لا نشارك فيها
ولكن عندما صدر قرار الانتخاب على يومين قررنا الاشتراك فى الانتخابات
تلك هى الصورة بيميدان التحرير هناك اختلاف كبير فى تفكير وفى طباع وشخصيات
الموجودين
هناك من هو على حق يموت فى سبيل هذا الحق وهناك من ذهب ليخرب
ويقتل ويشتت وهناك من يناوش الشرطة كى يشعل فتيل الازمة ولا يعلم احد
لمصلحة من هذا ولصالح من محاولة تجميد الموقف الحالى فى مصر الى حالة الثورة واللا ثورة
والله المستعان
امينة رافت محمود
amina.raafat@yahoo.com