قال لي أحد الإخوة أن الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين أنكرا دوران الأرض حول الشمس.. فهل الأرض تدور حول الشمس، ويُستدل بهذه بالآية الكريمة: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) (النمل:88)؟ أم هل الشمس والقمر هما اللذان يدوران حول الأرض؟ بجد أنا في حيرة.. أرجو الإجابة باستفاضة في هذا الموضوع.
جواب السؤال
السؤال:
قال لي أحد الإخوة أن الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين أنكرا دوران الأرض حول الشمس.. فهل الأرض تدور حول الشمس، ويُستدل بهذه بالآية الكريمة: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) (النمل:88)؟ أم هل الشمس والقمر هما اللذان يدوران حول الأرض؟ بجد أنا في حيرة.. أرجو الإجابة باستفاضة في هذا الموضوع.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنظرية دوران الأرض حول الشمس لها دلائل قوية، وما قاله الشيخ ابن باز -رحمه الله- من إنكار ذلك استدلالاً بآيات استقرار الأرض غير صحيح؛ لأن قوله -تعالى-: (أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا) (النمل:61)، فهي مستقرة بنا، وكذا (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (النحل:15)، أي: تضطرب، فهي لا تضطرب بنا؛ فهذا لا يدل على ما ذهب إليه الشيخ؛ لأن المعاني الصحيحة في الآيات لا تنافي دوران الأرض بطريقة لا تضطرب بنا، وتكون لنا قرارًا، وقوله -تعالى-: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) (يس:38)، يدل على حركة الشمس، ولكن لم ينص على أن جريها حول الأرض حتى نقول: إن مَن قال ذلك يخالف القرآن!
والنظريات العلمية الحديثة تقول بجريان الشمس حول مركز المجرة فلا تعارض، والحديث الصحيح في أن مستقرها تحت العرش بسجودها تحته لا مخالفة فيه لما في النظريات الحديثة؛ لأن العرش سقف لجميع المخلوقات، وفي موضع ما كل يوم الظن أنه بعد غروب الشمس من مكة المكرمة مركز اليابسة في العالم بالصور المثبتة، والخرائط الملتقطة من الفضاء يحدث لها كل يوم فعل فيها سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- سجودًا، كما ورد في القرآن ولا ندري كيفية هذا، أما الآية الكريمة: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) (النمل:88)، والاستدلال بها على جريان الأرض حول الشمس فغير صحيح؛ لأن الآية في يوم القيامة وانتقال الجبال وتسييرها عن أماكنها في هذا اليوم حتى تكون سرابًا.